السبت، 16 يناير 2016

إدارة بلا حواجز

أصبح تعاملنا جميعاً مع الإدارة أمراً يومياً متكرراً إما على المستوى الشخصي والأسري أو على مستوى المؤسسات والهيئات والشركات وغيرها.
وعندما تقوم بزيارة إلى إحدى تلك المؤسسات لانجاز معاملات تتعلق بك-والمفترض أن لا تقوم بذلك –ستجد أن ذلك المبنى يعج بالمكاتب في داخله بدءاً من مكتب المدير وإنتهاءً بمكتب آخر موظف وقد يكون ذلك معتاداً، وعندما تريد مقابلة ذلك الوزير أو وكيل الوزارة أو المدير العام أو المدير أو الرئيس أو.., ستتفاجئ بشي اعتاده عليه جميع المسؤولين ألا وهو حجم ذلك المكان وكبر مساحة المكتب وكأنك تدخل إلى فندق خمسة نجوم لكن قد يفتقد إلى غرفة النوم، وهذا الحال ينطبق على جميع المكاتب من حولك، وكلٌ يُعطى مكتب يليق بوزنه وحجمه.
ويقابل تلك الخدمات اللوجستية لمعاليه وسعادته وحاشيته، ستجد عدد كبير من المشاكل الإدارية كالروتين الممل، وبطء الإجراءات، وتعطيل العمل، وهدر الوقت، وضعف الإنتاجية، وارتفاع التكاليف، وكأن تلك المؤسسة أنشئت لتكون فندقاً، مع العلم أن الفندق يقدم خدمات رائعة وتعاملات راقية وإجراءات سهلة وبسيطة.
وقد وظفت المؤسسة الحكومية والخاصة في الدول المتقدمة التطور التقني في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات للإنجاز وزيادة الإنتاج وتحقيق الأهداف وخفض التكاليف وتقليل الهدر وتبسيط الإجراءات؛ مما ساهم في ارتياح وتكيف المسؤول والموظف والمستفيد من تلك الخدمات والأعمال، وبالتالي ساهم في كسر الحواجز الخرسانية بين الإداريين والموظفين والمستفيدين، وأصبحت المكاتب بلا جدران، وأصبح المسؤول والإداري والموظف يمارسون أعمالهم من أي مكان وفي أي وقت كان، وقد يكون ذلك بضغطة زر واحدة، ولم يعد العمل مرتبط بالوقت، بل مرتبط بالإنتاجية والإنجاز.
فالمؤسسات لدينا تحتاج إلى كسر الحواجز النفسية والخرسانية، وتوظيف التقنية والاتصالات لتحقيق الانجاز وزيادة الإنتاج، وبالتالي تحقيق الشفافية الإدارية، لتصبح إدارة المؤسسات..إدارة بلا حواجز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً للمشاركة والاطلاع على المدونة