الجمعة، 22 يناير 2016

مؤشرات المدير الفاشل إدارياً

مؤشرات المدير الفاشل إدارياً
تستخدم المؤشرات كأدوات يمكن من خلالها قياس تطور الأداء أو تحقيق الجودة أو قياس الكفاءة والفعالية أو الوصول إلى التميز، ولكني في مقالي هذا سأعكس السير مع الاتجاه العام نحو تحديد مؤشرات المدير الفاشل إدارياً، وبداية سأذكر قصة ذكرها أحد المتخصصين والخبراء البريطانيين بالإدارة في أحد كتبه، وهي أن إحدى الشركات البريطانية التجارية كانت تتعرض لخسائر مادية مستمرة، ثم أراد مدير الشركة أن يستعين بأحد الخبراء والمتخصصين والمستشارين في الإدارة، وتم الاتفاق مع المستشار على مبلغ مليوني دولار أمريكي على أن يستلم نصف المبلغ عند توقيع العقد والنصف الآخر عند تسليم التقرير النهائي.
وبالفعل بدأ المستشار عمله في تشخيص واقع وأسباب خسائر الشركة، وبعد مضي ما يقارب ثلاثة أشهر، انتهى من تشخيصه للشركة وأصبح التقرير جاهزاً للتسليم، وطلب مقابلة مدير الشركة وقبل أن يعطيه التقرير طلب المبلغ المتبقي حسب الاتفاق، وحينما استلم كامل مستحقاته، كشف عن التقرير وهنا كانت المفاجأة والدهشة، وقال المستشار للمدير هل تريد معرفة السبب الرئيس لخسارة الشركة، قال نعم.
فذكر المستشار أن سبب خسارة الشركة هو أنت (يقصد مدير الشركة)، فالإدارة هي الأساس والجوهر في نجاح أو فشل المؤسسات والشركات.
ومن خلال خبرتي العميقة والطويلة في العمل الإداري، وبحكم تخصصي الإداري والقيادي، ومن خلال دراستي حول العمل الإداري في المؤسسات الحكومية وجدت أن أغلب المؤسسات وإدارتها وأقسامها المختلفة لديها خلل كبير وكبير جداً في أداء العمل الإداري، وقد قمت بدراسة استطلاعية قامت على الملاحظة مني خلال زياراتي المتكررة لعدد من المؤسسات الحكومية فتوصلت إلى عدد من المؤشرات التي تدل وتؤكد على فشل مدير تلك الإدارة أو القسم أو العمادة أو الكلية أو الجامعة في عمله الإداري، وسأحددها في المؤشرات التالية:
-         كثرة الأخطاء الإدارية في التعاملات داخل الوحدات والأقسام والتي تدل على خلل في منظومة العمل الإداري والتنظيمي للإدارة.
-         تكرار شكاوى وتذمر المراجعين والمستفيدين من العمل الإداري في تلك المؤسسة، والناتج إما عن سوء تنظيم أو سوء تعامل أو تأخر إنجاز، وغيرها من صور التخلف الإداري.
-         تردد مدير الإدارة أو رئيس القسم في اتخاذ القرارات المتعلقة بالعمل وتسهيله وتنظيمه، والناتج عن عدم إلمام ببديهيات العمل الإداري، وضعف شخصيته الإدارية.
-         الاختيار الضعيف لإدارات الصف الثاني بالمؤسسة، والتي تؤكد بدون شك أنه لا يفقه أسس واختيار من يتولى العمل الإداري في الوحدات الإدارية والأقسام، ففاقد الشيء لا يعطيه، فالأولى تغييره واستبداله بمن يجيد الاختيار الصحيح لقيادات الصف الثاني.
-         معظم قراراته التي يتخذها ويصدّرها لا تستند على مستند نظامي أو تنظيمي، بل أن جزءاً كبيراً منها مخالف للأنظمة واللوائح، والغرابة أنه مازال-رغم تلك المخالفات النظامية المتكررة-مستمراً في عمله.
-         ضعف شخصيته الإدارية والناتج عن ضعف مهاراته الإدارية كالتخطيط والتنظيم والإشراف وغيرها، وضعف مهاراته الفكرية كالتحليل والاستنتاج والاستنباط وغيرها، والتي يمكن ملاحظتها من خلال تعامله وإدارته.
-         يتخذ قراراته بناء على كلام وأحاديث الآخرين والتي يشنف أذانه بها، فمجموعة تأخذه نحو اليمين، والأخرى تأخذه نحو الشمال، فهو في دائرة من التخبط والعشوائية الناتجة عن ضعفه الإداري والتي جعلته أداة سهلة في أيدي الآخرين، وبالتالي ليس لشخصيته الإدارية أي دور.
-         أسلوبه الإداري إما مركزية بحتة تعطل وتؤخر العمل، أو فوضوية بحتة تحدث فوضى عامة في المؤسسة، فالأولى مركزية في الإشراف والمتابعة وتفويض وتمكين في الإجراءات والعمليات الإدارية.
-         إدارته للاجتماعات ضعيفةً وضعيفةً جداً، والمؤشر على ذلك ضعف فعالية تلك الاجتماعات وطول فترتها الزمنية.
-         التناقضات الإدارية الواضحة في الإدارة التي يقوم بالإشراف عليها، فالمغالطات كثيرة ومتكررة، ويحاول أن يعالج الخطأ بالخطأ.
-         تتسم إدارته بالغموض، فمن سمات العمل الإداري الناجح الشفافية والوضوح.
-         يُغلب مصلحته الشخصية على مصلحة العمل الإداري والمؤسسي، فهو ينظر للعمل الإداري على أنه فرصة له لتحقيق أكبر مكاسب مادية يمكن تحقيقها.
-         تأخر المعاملات الإدارية وبطء إجراءاتها، والناتج عن ضعف التنظيم والتنسيق الإداري بين الموظفين، وعن غياب الخطط الإدارية الواضحة والتي من خلالها ينجز العمل الإداري.
-         كثرة المراجعين في مكتبه ومكتب مدير مكتبه ومكتب سكرتارية مكتبه، والتي تدل على تخلف وتأخر إداري واضح وشديد.
-         المحاباة والمجاملة والمحسوبية للآخرين والتي تكون على حساب مخالفة وتجاوز الأنظمة والتنظيمات الإدارية للمؤسسة.
وبعد تلك المؤشرات، المفترض من كل إداري يلاحظ أن معظم تلك المؤشرات في إدارته أن يقدم اعتذاره بكل شجاعة عن الإدارة، والمفترض من كل مسؤول عن إداري توجد في إدارته معظم تلك المؤشرات أن يعفيه من عمله الإداري، والمفترض من كل موظف ومن كل مراجع ومستفيد يرى ويلاحظ جل تلك المؤشرات في أي إدارة كانت أن يتقدم بشكوى إلى المسؤول عن ذلك المدير.
ختاماً، نجاح المدير في عمله هو نجاح للمؤسسة والوطن، وفشل المدير في عمله هو فشل للمؤسسة وخذلان للوطن.

د.خالد عواض الثبيتي

هناك 3 تعليقات:

  1. كلامك سليم يادكتور 100% وجزاك الله خير

    ردحذف
  2. الكلام في مجمله منسق ومرتب لكن في ثناياه الكثير من التعميمات والجدليات الفلسفية والتي لا تطابق الواقع العملي والنفسي والانساني لاي منظمة

    ردحذف
  3. الدكتور خالد الثبيتي نبراس لشخصية علمية مثقفة فوق خيال كل شخص يقابلة شخصية محترمة ورائعة لك منى كل الاحترام والتقدير لان انس ماعلمتني يادكتوري

    ردحذف

شكراً للمشاركة والاطلاع على المدونة