الأحد، 9 ديسمبر 2012

التربية بالمسؤولية


(التربية بالمسؤولية)

تعتبر التربية أحد مرتكزات ومقومات بناء المجتمع ويتشارك في عملياتها مؤسسات المجتمع المختلفة فتبدأ من الأسرة والمسجد والمؤسسة التعليمة وباقي المؤسسات الأخرى الحكومية والتطوعية.

وعندما تكون هناك مقارنات بين التربية سابقاً وحالياً نجد آهات وحسرات على الزمن الجميل الرائع مع الفروقات الكبيرة والتطورات المدهشة في الأدوات والأساليب والطرق التي تحتاجها التربية, ولكن إذا سلمنا أن التربية في الماضي تفوقت على الزمن الحاضر فلابد أن يكون هناك أسباب ودعائم جعلتها تتفوق.

شخصياً أنا أرى أن هناك عامل مهم جداً أدى إلى ذلك البون الشاسع إذا سلمنا به, وقد يتفق القراء معي وقد يختلفوا ولكن يظل رأيي له مبرراته ومنطلقاته العلمية, إن السبب الذي أدى إلى تفوق تربية الزمن الجميل هو "التربية بالمسؤولية", فأولئك رجال حملوا أبناءهم العديد من المسؤوليات في جميع الجوانب الحياتية, ومنها المسؤوليات الجسام وقد يصدق عليهم قول المتنبي:

وإذا كانت النفوس كبارا          تعبت في مرادها الأجسام.

فالمسؤولية وتحملها من قبل الابناء هي التي صنعت أولئك الرجال والذين قد نكون منهم, وتحمل المسؤولية ليس له عمراً محدداً ولكل مرحلة ما يناسبها من المهام, وكلما كانت المسؤولية أكبر, كان الأثر الايجابي أقوى, لن اتحدث عن أشكال وأنواع وأهداف المسؤولية فهي مشروع كتاب بالنسبة لي, ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.

أما تربية الجيل الحالي فهي تربية (الكنز الثمين) الذي يوضع في المكان الأمين حتى لا تقترب إليه أيدي العابثين فانتجت جيل من المستهترين, يا سادة يا كرام حملوا أبناءكم المسؤولية والمشقة, وادفعوا بهم إلى معترك الحياة حتى لا يتفاجوا غداً بمن حولهم وينتج لديهم صدمات وأزمات نفسية وعصبية, يوم لا ينفع طب الطبيب ولا دواء الحكيم, وانهلوا من نهج سيد العالمين سيد الخلق أجمعين واقتبسوا من سيرته العطرة كيف كانت التربية بالمسؤولية حين جهز النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد، ليقود جيشاً إلى مؤتة, يضم في جنوده كبار الصحابة رضوان الله عليهم, تأمل معي أخي القارئ كيف تزرع الثقة بتحمل المسؤولية.

                                                          د.خالد عواض الثبيتي

مستشار إداري وتربوي