الجمعة، 15 يناير 2016

الوزن الاستراتيجي للسعودية

الوزن الاستراتيجي للسعودية
حينما تتجول بين مدن وقرى السعودية بذاتك ومشاعرك وأحاسيسك، تنتابك للمرة الأولى الدهشة والانبهار؛ مما ترى عينك، ومما تشاهده من تقدم حضاري ونمو عمراني، وتراث أصيل، أبدعته قيادة حكيمة، وإنسان أصيل مبتكر، وعمل مؤسسي متميز، وحينما ترجع بالذاكرة إلى الماضي القريب، وتقرأ في تاريخ الماضي البعيد، تجد أن السعودية حققت نمواً أُممياً حضارياً خلال فترة من الزمن تقاس بعمر البشر-(85) عاماً-وليس بعمر الأُمم، وهنا يكمن التحدي والإصرار على كسر حاجز الزمن لصناعة حضارة مختلفة تتنافس مع الحضارات الأخرى وتستمد قوتها من الحضارة الإسلامية، فهي امتداد للأصل في صور عصرية.
وهذا التحول الحضاري الذي تشهده السعودية حالياً هو نتيجة لعدد من نقاط القوة الداخلية والخارجية للسعودية والتي وظفتها للاستفادة من الفرص والتحديات المحلية والعالمية ليكون لها ثقل ووزن استراتيجي على جميع الأصعدة الإقليمية والعربية والإسلامية والعالمية، وقد تحقق ذلك بفضل الله ثم بامتلاك السعودية لعدد من العناصر التي صنعت الوزن الاستراتيجي لها:
-       تمسك السعودية بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، اعتقاداً ومنهجاً ونظاماً، فهي تعلم أنه لا يمكن تحقيق التقدم والتفوق دون منهج صحيح وسليم تستمد منه قوتها، تراعي من خلاله معطيات الحاضر ومتطلبات المستقبل مع الحفاظ على الثوابت من القيم والمعتقدات.
-       تمتلك قيادة حكيمة ذات رؤية استراتيجية، تسير على دستور واحد منذ عهد المؤسس لهذا الكيان، وسار عليه القادة من بعده، فهو عمل مؤسسي وقرار جماعي، يقوم على المشورة والحكمة وتحقيق أهداف الوطن والمواطن.
-       العلاقة القوية والوطيدة بين القيادة والشعب والتي تقوم وترتكز على الحب والاحترام والتقدير والمسؤولية.
-       الخطط التنموية الشاملة والمتتابعة والتي ركزت على بناء إنسان هذا الوطن وتعليمه وتقديم الرعاية له؛ ليصبح أساس النهضة التنموية وصانعها.
-       وجود الحرمين الشريفين في مهبط الوحي ومدينة النبي عليه الصلاة والسلام على أراضيها والتي يقصدها جميع المسلمين من كافة أنحاء الكرة الأرضية بمشاعرهم وقلوبهم وأجسادهم، والتي سخرت السعودية كافة جهودها بدء من القيادة الحكيمة والشعب الوفي لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديه للزيارة والحج والعمرة.
-       القوة الاقتصادية التي تمتلكها السعودية والتي بدأت باكتشاف البترول، والتطور الهائل الذي حدث في صناعة البترول ومشتقاته، وقيام الصناعات البتروكيميائية المختلفة والمتنوعة والتي ساهمت في تطور الاقتصاد ونشاطه وبرامجه مما ساهم في صناعة نهضة تنموية من خلال مئات المصانع والشركات والتي لها أنشطة متنوعة محلية وعالمية.
-       تمثل السعودية إحدى الدول المؤسسة للأمم المتحدة وتفخر بأنها كانت ولازالت عضواً نشطاً وفعالاً تجاه أعمالها ومهامها، ودعمها لمنظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة بوصفها تشكل إطارا صالحاً للتعاون بين الأمم والشعوب.
-       الخبرة والحنكة السياسية والأمنية في التصدي للإرهاب وأخطاره، فأصبحت السعودية مرجع مهم للدول في كيفية القضاء على الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه.
-       التحالفات والاتفاقات العسكرية في مجال التدريب والتطوير لقوى الدفاع، مما أكسب السعودية قوة عسكرية تمتلك المهارة والتدريب، وتمتلك جميع الأدوات والوسائل العسكرية المختلفة والمتطورة.
-       الأزمات السياسية التي حدثت بالمنطقة أكسبت السعودية حنكة وخبرة بفضل الله في كيفية التعامل مع الأزمات السياسية والتصدي لها، وإنهائها بما يحقق الأمن والاستقرار لها وللمنطقة المحيطة بها.
-       الموقع الجيوسياسي للسعودية والذي جعلها في قلب الكرة الأرضية (قارات العالم)، وحلقة ربط بين أكبر قارات العالم (آسيا وأفريقيا وأوروبا)، وأيضا تطل على ثلاثة بحار في ثلاثة اتجاهات مختلفة، ومنفذ تجاري اقتصادي يربط بين العالم القديم والحديث، وهذا الموقع يعطيها أهمية سياسية وجغرافية واقتصادية.
-       رابط الأخوة والمحبة القوي والوطيد بين السعودية وبين أشقائها في دول الخليج العربي، والذي يمثلهم وحدة كلمة ووحدة صف ووحدة رأي وقبل ذلك كله وحدة دم.
-       العلاقة القوية بين السعودية والدول العربية والإسلامية والتي ترتبط بعوامل مشتركة أهمها روابط الدين واللغة، وروابط العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية بينها وبين أشقائها في تلك الدول.
-       قيام السعودية بواجباتها السياسية والاقتصادية مع قضايا الأمتين العربية والإسلامية والتزامها بكل ما يحقق الوحدة للأمتين.
-       المساحة الجغرافية ذات التنوع البيئي والإحيائي المختلفة ما بين سهول ساحلية وجبال عالية وبحار دافئة وصحاري شاسعة.
-       الاتفاقيات والمعاهدات مع الدول الكبرى كبريطانيا وأمريكا والتي بدأت منذ عهد المؤسس رحمه الله واستمرت على العهد والوفاء والالتزام.
-       الشراكات الاقتصادية المتنوعة مع دول العالم المختلفة في أسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية.
-       التبادل التجاري المتنوع المبني على اتفاقيات دولية تحرر التجارة بينها وبين الدول المختلفة، والذي هدفه تقوية العلاقات الاقتصادية ودعم الاقتصادات وتنميتها بين السعودية ودول العالم.
بالتأكيد هناك عوامل ونقاط قوة تمتلكها السعودية كثيرة، اكسبتها ذلك الثقل السياسي والديني والأمني والاقتصادي بين دول العالم كافة.

د. خالد بن عواض الثبيتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً للمشاركة والاطلاع على المدونة