الاثنين، 15 فبراير 2016

إعداد المعلم السعودي وتطويره

إعداد المعلم السعودي وتطويره
استضافة جامعة أم القرى مشكورة على مدى ثلاثة أيام المؤتمر الخامس لإعداد المعلم، والذي استقبل العديد من الأبحاث وأوراق العمل، تم مناقشة 68بحثاً وورقة عمل نُظمت في عشر جلسات، بالإضافة إلى ورش عمل ومعرض مصاحب للمبادرات والابتكارات العلمية.
وشاركتُ باستراتيجية مقترحة لإعداد المعلم السعودي وتطويره، ارتكزت على ثلاثة محاور رئيسية، أولاً واقع إعداد المعلم السعودي وتطوير، ثم أهم التجارب العالمية في إعداد وتطوير المعلم، وانتهاءً بالاستراتيجية المقترحة.
فمن خلال تشخيص واقع إعداد وتطوير المعلم السعودي وجدت التالي:
-         تباين برامج إعداد المعلم في كليات التربية المختلفة
-         التحاق أعداداً من غير المؤهلين تربوياً للعمل بالتدريس
-         الفجوة بين مؤسسات الإعداد (كليات التربية) وواقع النظام التعليمي
-         استمرار الاحتياج لبعض تخصصات المعلمين
-         عدم وضوح بعض أهداف برامج إعداد وتدريب المعلم في كليات التربية
-         التفاوت والتباين في مكونات وخطط برامج إعداد المعلمين في كليات التربية
-         التركيز على الجوانب النظرية والمعرفية وإهمال الجوانب التطبيقية خاصة التربية العملية أو التدريب العملي بكليات التربية
-         الانفصال بين إعداد وتدريب المعلم قبل الخدمة وتدريب وتأهيل المعلم أثناء الخدمة
-         تدني الكفاءة الداخلية والخارجية لنظام التدريب بصفة عامة
-         تعدد الجهات المسؤولة عن التدريب وضعف التنسيق بينها، مما يؤدي إلى الازدواجية وهدر الموارد
-         النمطية في التدريب
-         رصد ضعف في الإعداد والتأهيل والتدريب التربوي والإداري
-         تركيز البرامج التدريبية على الجانب النظري بشكل كبير
-         ضعف تحديد الاحتياجات التدريبية للمتدربين بطريقة علمية
-         يغلب على بعض البرامج التدريبية الاجتهادات الشخصية وخصوصاً في تحديد احتياجات المتدربين
-         النمطية في التدريب
-         غياب خطة وطنية شاملة للتدريب
وتم استعراض مجموعة من تجارب بعض الدول العالمية في إعداد المعلم وتدريبه وتطويره أثناء الخدمة هي: فنلندا، إنجلترا، اسكتلندا، فرنسا، كندا، ماليزيا، استراليا، ويمكن أن أخلص من تلك التجارب إلى:
-         اختلاف الأنظمة التعليمية في البلدان المختارة.
-         اختلاف وتباين الثقافات بين تلك الدول، فالعوامل الثقافية ليست واحدة.
-         الحرص على التنوع في الاختيار من قارات العالم.
-         لا يمكن نقل أي تجربة كما هي، أو استنساخها ومحاولة تطبيقها، فإن ذلك يعني فشل التجربة قبل تطبيقها.
-         الاستفادة من التجارب التربوية من برامجها وأفكارها ومقوماتها وتطبيقاتها الناجحة.
-         كل دولة لها طابعها الخاص في أنظمتها التعليمية وتجاربها التربوية التي تنطلق من فلسفتها ومنطلقاتها.
-         لا يمكن أن يكون هناك تجربتين متطابقتين أو متشابهتين على الرغم من النجاحات التي حققتها تلك التجارب والتطبيقات.
وتم تقديم استراتيجية مقترحة من أهم ملامحها:
-         تطوير نظام الثانوية العامة، من خلال اختيار أفضل المعلمين للتدريس في المرحلة الثانوية، بحيث توضع مسارات تراعي الفروق والقدرات التخصصية بين الطلاب.
-         وضع شروط للقبول في كليات التربية؛ تركز على تقويم الطالب في المرحلة الثانوية، وقياس الاستعداد والقدرات لدى المتقدمين لكليات التربية، وقياس المستوى التحصيلي المعرفي، مع اختبارات القبول التخصصية.
-         بناء أساس معرفي ترتكز عليه خطط وبرامج كليات التربية لإعداد المعلم المتمكن من خلال ثلاث مكونات رئيسية: التخصص العلمي، والإعداد المهني (التربوي)، والإعداد الثقافي العام.
-         جعل السنة الأولى في كليات التربية للإعداد العام للمعلم يدرس فيها بعض مواد الإعداد التربوي والأكاديمي، وبعض مواد الثقافة العامة، قبل أن يبدأ مرحلة التخصص العلمي، وتكون محسوبة ضمن خطة وسنوات الدراسة في الكلية، بعدها يتم توزيع الطلاب على برنامجين.
-         برنامج إعداد معلم المرحلة الابتدائية الذي يركز على الجوانب التربوية أكثر من الجوانب التعليمية التخصصية؛ حيث أن المرحلة الابتدائية هي مرحلة تربية وتعليم، وتكون مدة الدراسة مع سنة الإعداد الأولى 4 سنوات.
-         برنامج إعداد معلم المرحلة المتوسطة والثانوية الذي يتكون من خطط ومكونات تتناسب مع الإعداد لتلك المرحلة من حيث التخصص العلمي، وخصائص النمو للطلاب وطبيعتها، وتكون مدة الدراسة مع سنة الإعداد العام 5 سنوات.
-         مع تغيير سنوات الدراسة لإعداد المعلم، مع سنة الإعداد العام، يفضل أن يكون نظام الدراسة نظاماً تكاملياً ومتداخل وفقاً لأهمية كل مجال من مجالات الإعداد؛ بحيث يراعي الجوانب العلمية والمعرفية.
-         يكون التطبيق العملي (التربية العملية) في نهاية البرنامج الدراسي بالكلية؛ بحيث يكون فصل دراسي كامل لمعلم المرحلة الابتدائية، وفصليين دراسيين لمعلم المرحلة المتوسطة والثانوية، على أن يتفرغ الطالب المتدرب تفرغاً كاملاً للتطبيق العملي، مع تهيئة مدارس داخل الجامعات وخارجها تكون مخصصة للتدريب، وأن يتم اختيار أفضل أعضاء هيئة التدريس للإشراف على طلاب التربية العملية وفق برنامج إشرافي يشترك به المشرفون ومديرو المدارس والمعلمون.
-         تطوير المعلم ذاتياً عن طريق مساعدته على النمو المعرفي وتوسيع خبرته وزيادة وعيه وثقافته نحو طبيعة المتعلم وخصائصه، والعمل على تطوير مهارات المعلمين أثناء الخدمة، وتكوين الاتجاهات الإيجابية لهم، وتبادل الخبرات والتجارب في الميدان التربوي.
-         يقدم التطوير والتدريب المستمر للمعلم من خلال عدة برامج أهمها: برامج تدريبية قصيرة، نمو مهني مستمر داخل المدرسة، برامج تدريبية قصيرة في مراكز التدريب، برامج طويلة متنوعة في كليات التربية، برامج الترقية والتنقل بين الوظائف التعليمية، برامج الدراسات العليا المهنية (التربوية)، برامج الماجستير والدكتوراه في التربية.


د. خالد عواض الثبيتي