الجمعة، 19 مارس 2021

لغة القائد

 

لغة القائد

إن للقادة سمات وقيم يترجمها السلوك، وتنطق بها اللغة، فحينما تقرأ التاريخ تجد صنفين من القادة، الأول قادة الحكمة والرشد والبناء والتطوير ودعاة السلام والمحبة كالأنبياء والرسل عليهم السلام، والثاني قادة البطش والظلم والقهر والجور والعدوان كفرعون وهامان وهتلر وستالين، وما بين الصنفين تتأرجح القيادات، ولكل قائد لغة تميزه عن غيره من القيادات.

فالمجتمعات تحتاج إلى قادة البناء والتطوير، قادة الحكمة والرشد، قادة السلام والمحبة، فبأي لغة يتحدث أولئك القادة، سأحدثكم عن لغتهم فارعوا انتباهكم

-       لغة الصدق والوضوح والسهولة والبساطة، يفهمها الصغير والكبير، الرجل والمرأة، العالم والمتعلم، تخلو من المتناقضات، تعكس نُبل الخُلق، ولطيف العبارات، تطرب الأذن لسماعها، وتشتاق النفس لمعانيها؛ لأنها تخرج من القلب فتستقر في القلب.

-       لغة تُخاطب الجانب المشرق من الإنسان، فتذكر جمال الروح، وكريم الخُلق، وحُسن الفعل، لغة تُعزز الإيجابية لدى الإنسان، وتشحذ الهمم نحو الإنجاز، لغة تندمج معها الذات، وتُحلق عالياً في سماء الطموح والتطلعات.

-       لغة تزرع الأمل في النفوس، فتحيا القلوب، وتزهو الحياة، ويدب النشاط فيها، وتكون الابتسامات لها عنواناً، والعطاء له سخاءً، والجود له طريقاً، فيصبح للحياة معها قيمة.

-       لغة الحزم وقطع الظن، لا تعرف التردد، ولا تعرف النفاق والشك والشكك، لغة تُريحك بقرارتها، فالقرار واضح وصريح، لا يعرف للزيغ طريقاً.

-       لغة مفعمة بالنشاط والتفاؤل والإنجاز، لغة تبث الطاقة والحماس فيمن حولها، فكل يوم جديد يحمل معه أملاً جديداً.

-       لغة يُحب سماعها المسكين، ويألف لها قلب اليتيم، تسلي كبير السن، فتضع عنه همومه، وتُنفس كروبه.

-       لغة تنظر للمستقبل برؤية طموحة، وشمس مشرقة، وسماء تزهو، وأرض تُزهر.

-       لغة لباسها الاحترام، وعطرها التقدير، فالجميع لديها سواسية، لا عنصرية ولا مذهبية، تجذب من يراها، وتجبر على احترامها.

-       لغة تجود بالكرم، وتنبذ الشح والبخل، تكرم الضيف، وتعين الكل والمسكين، وتطعم الجائع والفقير، وتُعين المظلوم.

-       لغة الشجاعة والإقدام، فالسيف لها وشاح، والدرع لها غطاء، تقود الصفوف، ولا تهاب الجيوش.

فلغة القائد الفذ الطموح لغة واحدة، لا يختلف عليها اثنان، ولا تقبل الشك من كل بنان، فهي لغة متماسكة كالكيان، قوية كالبنيان، تطرب لها الأذان، ويسعد بها الإنسان.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكراً للمشاركة والاطلاع على المدونة