الأحد، 11 سبتمبر 2016

إدارة الاختلاف

إدارة الاختلاف
الاختلاف بين البشر سنة من سنن الله في الحياة، ووجوده ظاهرة طبيعية حتى في الأسرة الواحدة، ويُعد الاختلاف أحد ركائز الحياة لتقدمها وتطورها واستمرارها في النمو والاكتشاف، ووجود الاختلاف بين البشر يرجع لأمور عدة وراثية ومكتسبة، فكل شخص له تكوينه النفسي والمعرفي والمهاري الخاص به، وينبغي على المجتمع وأفراده أن يفهموا معنى الاختلاف وأن وجوده في الحياة أمراً طبيعياً، وأن لا يتحول ذلك الاختلاف إلى خلافات وصراعات يمكن أن تتطور وتصبح أزمات تنخر في جسد الأمة والمجتمع وتسعى لهدمه وتفكيكه، ومن أجل أن لا يتحول الاختلاف إلى خلاف، يمكن إدارة الاختلاف على النحو التالي:
-       التركيز على الأهداف المشتركة:
يلاحظ أنه في حدوث الاختلافات الفكرية والثقافية والاجتماعية يكون التركيز على نقاط الاختلاف وإبرازها بشكل كبير مما يتسبب في تأزمه وخروجه عن مساره الطبيعي، ويتم تجاهل النقاط والأهداف المشتركة التي يسعى المجتمع والوطن لتحقيقها والتي هي أيضاً أهداف مشتركة للمختلفين يسعون لتحقيقها ويمكن أن توحد الجهود والطاقات من أجلها دون هدر أو صراع يكون لها انعكاس مؤثر وسلبي على المجتمع.
-       التركيز على القيم المشتركة:
تعتبر القيم هي الموجه الأساسي للنفس البشرية وتأثيرها يتضح بشكل كبير على الأفكار التي تُطرح ويتم تداولها خصوصاً بين المختلفين، وبالتالي فالقيم ركيزة أساسية في إدارة الاختلاف أو تأزمه وتفاقمه.
والقيم المشتركة الهادفة البناءة الإيجابية والتي تمثل أرضية خصبة للحوارات وإدارة الاختلافات يمكن توظفيها لخدمة المجتمع وتطوره وهي كثيرة منها: قيم العدل والمحبة والتسامح والأمانة والإخلاص وغيرها من القيم والتي تحول الاختلافات إلى تفاهم واتفاق وطاقة إيجابية.


-       إعطاء الأولوية للقضايا الأساسية
الملاحظ أن معظم الاختلافات التي تحدث بين الأشخاص والأفراد داخل المجتمع تتمركز حول قضايا ليست رئيسية أو جوهرية وقد تكون قضايا هامشية فضلاً عن كونها فرعية وذات اهتمام شخصي.
 والأولى في إدارة الاختلافات أن يكون التركيز على القضايا الأساسية والتي تخدم مصلحة الفرد والمجتمع وتسهم في بنائه ونموه وتطوره، وبالتالي يكون الاختلاف حولها هو اختلاف للبناء وليس للهدم.
-       إدراك صعوبة تغيير العادات وأساليب الحياة
من نعم الله على الإنسان أن كل واحد له بصمته الفكرية والثقافية والاجتماعية والتي تشكلت عبر الزمن فأصبحت بالنسبة له عادة وأسلوب حياة، ولكل فرد طريقته في الحياة يعيش بها وفقاً لأنظمة وقوانين تكفل للجميع حقوقها واحترامها والحياة السعيدة.
ولا يمكن أن تجد شخصين متشابهين في العادات، وبالتالي يجب أن نحترم كل شخصية، ونحترم فكرها وثقافتها وما تطرحه من رؤى وأفكار وقضايا.
وأن تعلم أنه ينبغي تقبل الآخرين كما هم، وأنه ليس مطلوب منك تغير عادات وثقافات الناس وأسلوب حياتهم، بل المطلوب منك أن تحاورهم وتقنعهم بالتي أحسن بالأفكار الرائعة والجميلة والتي تحمل معها أهداف تخدم مصلحة الجميع.
إن إدارة الاختلاف أمر مهم وضروري ويسهم في تقريب وجهات النظر وتحقيق الأهداف والنتائج المطلوبة.

إدارة الاختلاف تعني التقدم والتطور
د. خالد بن عواض الثبيتي